“شمالنا” تطلق ماكينتها الإنتخابية ومتفائلة جداً بحجم الحواصل!
مع فتح وزارة الداخلية والبلديات موعد بدء الترشيحات يوم الإثنين، العاشر من الشهر الجاري، استعداداً للإنتخابات النيابية المقبلة المقررة في الخامس عشر من شهر آيار المقبل، كانت بعض مجموعات المجتمع المدني الأسرع في إطلاق ماكيناتها الإنتخابية لتأكيد حضورها الذي دأبت على بنيانه منذ السابع عشر من تشرين الأول عام 2019، والمتّكئ على موجة هدفها التغيير في التركيبة الإنتخابية القائمة في لبنان منذ ما قبل الاستقلال، والمرتكزة على التجمعات العائلية أو الطائفية أو المذهبية.
الأسرع بين تلك المجموعات كان “ائتلاف شمالنا” الذي عقد مؤتمراً صحفياً في مدينة زغرتا يوم الأحد الفائت، فأعلن مشروعه الانتخابي وأطلق حملة الترشيحات لإختيار من سيمثله في الإنتخابات المقبلة.
ويضم الإئتلاف أربع مجموعات تمثّل كل منها أحد الأقضية الأربعة في الدائرة الثالثة في الشمال التي بات متعارفاً على تسميتها بدائرة “الشمال المسيحي” أو دائرة “مرشحي رئاسة الجمهورية”، وهي: مجموعة “أسس” عن قضاء زغرتا – الزاوية (يضم نحو 120 منتسباً)، “المشروع البديل” عن قضاء البترون، “الفكر الحر” عن قضاء بشري و”مجتمع الكورة المستقل” عن قضاء الكورة.
“أحوال” تواصل مع المحامية شادن الضعيف من مجموعة “أسس” في زغرتا لإستطلاع أفق تحرك الإئتلاف وتطلعاته، فأكدت أن “الإئتلاف الإنتخابي الوليد هدفه إحداث نقلة نوعية في الموجة التغييرية التي يعوّل عليها المجتمع المدني منذ إنطلاق تحركاته قبل سنتين ونيّف، والذي يستند إلى حالة من الرفض الواسع للواقع الإنتخابي والذي يتمدّد في العديد من مفاصل المجتمع”.
وعن طريقة إختيار المرشحين للإئتلاف، أوضحت الضعيف أن “أي منتسب من المجموعات المشار إليها يرغب بترشيح نفسه، يتقدم بطلب من “هيئة إشراف القضاء”، وبناء على تصويت لاحق يتم إختيار من يحصل على اعلى نسبة”، مضيفة: “أما إذا رغب احد المنتسبين بترشيح شخص من خارج المجموعة فتتم دراسة ملفه، وإذا حظي بالموافقة يتم التواصل معه لترشيح نفسه باسم التجمع أو الإئتلاف، وبناء على المشروع الإنتخابي الذي نعمل على أساسه”.
وحول إمكانية التحالف مع المكونات السياسية الموجودة على الساحة الإنتخابية، مثل حزب “القوات اللبنانية” أو “حركة الإستقلال” أو حزب “الكتائب”، قالت المحامية شادن: “مع إحترامنا لجميع المكونات، ليس في توجهنا التحالف مع أي من المجموعات السياسية”.
وفي حين يتهم منافسو هذا التوجه بأنه يتكل على دعم بعض السفارات أو الخارج، تقول الناشطة شادن: “التمويل ذاتي من أعضاء المجموعات، كما أطلقنا تمويلا عبر الانترنت crowdfunding للراغبين في التبرع للحملة الانتخابية ضمن الائتلاف”.
واستناداً إلى هذه المعطيات، هل بإمكان التحالف الجديد تخطي الحاصل الإنتخابي في هذه الدائرة؟ أكدت الضعيف أنه “بعد دراسة الواقع الإنتخابي وما تظهره الإحصاءات الانتخابية، نستطيع القول إننا سنتمكن من تسجيل حاصل انتخابي، أو حاصل ونصف في هذه الدائرة من دون التحالف مع أي مجموعة انتخابية أخرى”.
على خط موازٍ، يرى بعض المهتمين بالشأن الإحصائي الإنتخابي أن تفاؤل “إئتلاف شمالنا” حول الحواصل الإنتخابية قد يكون مبالغاً فيه، لأن العديد من الإحصاءات التي أُجريت حتى الآن لا توحي بهذا التوجه، ولكن يبقى الخبر اليقين في صناديق الإقتراع عند إنتهاء اعمال الفرز!
وكان المؤتمر قد أستُهل بتعريف من وليام معراوي، أوضح فيه “طريقة اعتماد الائتلاف نهجا جديدا في العمل السياسي اللبناني، بإعادة الحق للمواطن في تحديد خياراته”.
ثم استعرضت عبير الضعيف مراحل الانتخابات التمهيدية وتفاصيلها، والاعلان عن فتح الباب أمام المرشحين المستقلين بالانضمام للانتخابات التمهيدية، والى دعوة المواطنين للتسجيل في المنصة المخصصة من أجل اختيار المرشحين.
مرسال الترس